12.12.2019
12.12.2019
البيان الختامي للمنتدى الإسلامي العالمي الخامس عشر

المنتدى الإسلامي العالمي الخامس عشر

" الحوار بين الأديان في ظروف مابعد العلمانية- البحث عن منصات التعاون"

9 ─ 11 ديسمبر 2019

برلين

 

البيان الختامي 

 

نحن ، المشاركون في المنتدى الإسلامي العالمي الخامس عشر ، المقام في برلين والذي شارك في تنظيمه كل من: الأمانة العامة للمنتدى (موسكو) ، والإدارة الدينية لمسلمي روسيا ، والاتحاد الإسلامي في برلين ، بعد مناقشتنا للأسس الأخلاقية والقانونية وأسباب تطوير الحوار بين الأديان والثقافات وتطلعاته في ظل ظروف التطور الحديث والمتسارع للحضارة الإنسانية والعملية الجيوسياسية ، توصلنا إلى ما يلي 

1.

أن التواصل بين الشعوب والمجتمعات والثقافات القائم على الرغبة في التعارف والتعاون المتبادل يعتبر أمراً طبيعيًا ، نابعًا من الطبيعة الأخلاقية للإنسان. وفي ظل مايحدث من عمليات الهجرة بتلك الأعداد  الكبيرة والتي أصبحت هجرة مصيرية لا رجعة فيها ، بسبب العديد من العوامل الاقتصادية والبيئية وكذلك الحروب المستعرة ، يصبح الحوار بين الحضارات والأديان ليس فقط شرطًا لا جدال فيه من أجل التنمية المستدامة للمجتمعات فحسب ، بل إنه يتحول من ظاهرة عابرة لحدود القوميات والدول إلى عملية  تقوي وحدة المجتمعات الحديثة من الداخل سواءً على مستوى المجتمعات المحلية ، والنقابات المهنية ، والمجالات الأدبية في الفلسفة والأدب والفنون المختلفة أو حتى على مستوى الحركات الخيرية والتطوعية. في هذا الصدد ، يؤكد المشاركون في المنتدى الإسلامي العالمي الخامس عشر على أهمية إنشاء وتطوير منصات ومبادرات تساعد ممثلي الثقافات المختلفة على فهم بعضهم البعض والتغلب على سوء التفاهمات المختلفة 

2.

 يجب ألا يجر الخطاب الديني  ومن يمثله من القيادات والشخصيات الدينية أتباعهم إلى الصراعات الدينية والعرقية.  بل يجب استخدام العامل الديني كوسيلة لإضفاء الطابع الإنساني على العلاقات المحلية داخل المجتمعات والعلاقات الدولية بين الشعوب ، بحيث يلعب الزعماء الدينيون دور حفظة السلام.  ويجب أن تكون المنافسة بين المؤسسات الدينية في التأثير على المجتمع والسلطة قائمة على الدعم والحماية المتبادلة من أجل تحقيق السلام ورفاهية الشعوب

3.

يحث المشاركون في المنتدى الإسلامي العالمي الخامس عشر المجتمعات العلمانية الحديثة على التغلب على التحيزات وإهمال الأخلاق الدينية ورؤية الدين للعالم ، والبدء بتقدير الأسس الأخلاقية للتعاليم الدينية ودورها في التطور الأخلاقي للبشرية ، والاعتراف بأن الالتزام الأرثوذكسي ، الذي لايسمح بأي تنازلات ، بالعبادات أو التعاليم الدينية ومكونها المعياري للعديد من المتدينين سيفقد أهميته بمرور الوقت ، بل سيتغير ويتكيف مع الظروف الحديثة ، فإن المشاركين في المنتدى مقتنعون بالدور الدائم للأسس الأخلاقية لديانات العالم وأهميتها البالغة لتحقيق الرفاه الأخلاقي والنفسي للأفراد والأسر والمجتمع كله

4.

      أن المناقشات والجهود المشتركة للمعاهد الدينية المختلفة لا تكمن فقط في مبادرات التعارف المتبادلة ، وبناء المؤسسات الخيرية ، وعمل المشاريع المشتركة في مجال العلوم والثقافة  ولكن أيضًا تكمن في فهم التحديات الأخلاقية التي تضعها الحداثة أمام البشرية من خلال التطور السريع للعلوم والتكنولوجيا

5.

يثمن المشاركون الزيارة التاريخية للبابا فرانسيس إلى شبه الجزيرة العربية في فبراير 2019 والتي تم فيها توقيع وثيقة الأخوة البشرية  بين البابا فرانسيس وشيخ جامعة الأزهر  الشيخ  أحمد الطيب لتكون بمثابة  دستور لتعزيز التسامح الديني، ولا سيما ماجاء فيها من دعوات إلى ضمان الحقوق المدنية الكاملة لممثلي جميع الأديان ، بغض النظر عما إذا كانوا يمثلون الأغلبية أم لا

6.

  يعبر المشاركون في المنتدى الإسلامي العالمي الخامس عشر عن تضامنهم مع أولائك الذين يواجهون التمييز العنصري والتهجير القسري من أراضيهم الأصلية ويطبق عليهم مبدأ المسؤولية الجماعية على أسس دينية أو عرقية. وعلى وجه الخصوص ، يشكل مصير المسيحيين في الشرق الأوسط والمسلمين في جنوب شرق آسيا والصين ، الذين يمثلون أقليات دينية في دولهم ، مصدر قلق وتعاطف خاص.  وهنا نحث الحكومات على توجيه الجهود لتحسين حالة مواطنيها ، الذين لا يهيمنون عدديًا ، من أجل تنمية دولهم ، مع مراعاة التنوع الثقافي القائم على الهويات المدنية وليس الدينية أو العرقية

7.

يشيد المشاركون في المنتدى الإسلامي العالمي الخامس عشر بذكرى المفكر الإسلامي الروسي رضا الدين فخر الدين (1859 ─ 1936) ، الذي احتفلنا بعيد ميلاده الـ 160 في عام 2019 ، وكذلك ذكرى المفكر والباحث الباكستاني الإسلامي فضل الرحمن مالك (1919- 1988) ، الذي احتفلنا في هذا العام  بعيد ميلاده المائة

8.

  أكد المشاركون على الأهمية البالغة للمنتدى الإسلامي العالمي ، خاصة للدول العلمانية التي تتميز بالتنوع الثقافي ، وأبدوا استعدادهم لمواصلة التعاون في التبادل الفكري والعلمي ، والمبادرات الإنسانية المشتركة وتبادل وجهات النظر حول أهم القضايا المدرجة في جدول الأعمال الحالي

9.

 يدعم المشاركون ضرورة الحفاظ على تنوع الثقافة العالمية وتنمية اللغات والتقاليد والثقافات والعلوم الأدبية والتربية والتعليم باللغة الأم وباللغات الأخرى ، مما يسمح بالحفاظ على التنوع الثقافي واللغوي لشعوب العالم وتطويره

10.

على أعتاب الذكرى الخامسة والسبعين لانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية وتحرير أوروبا من النازية ، بالإضافة إلى الذكرى الـ 75 لتأسيس الأمم المتحدة ، ندعو الجميع الى تذكر هذا الإنجاز العظيم لأسلافنا ، الذين أنقذوا الإنسانية من تهديد خطير ووضعوا أسس التعايش السلمي للبشرية. وفي الوقت الحاضر ، يجب علينا أن نمنع من ظهور مظاهر جديدة  من الاستبداد والعنف والاضطهاد لأسباب دينية وعرقية والعمل على احترام حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم