17.11.2020
موسكو
استقبل الدكتور ضمير محي الدين السفير الفرنسي في روسيا
     استقبل الدكتور ضمير محي الدين السكرتار المسؤول للمنتدى الاسلامي العالمي النائب الأول لرئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، رئيس معهد موسكو الإسلامي، في مقر الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية اليوم، السيد بيير ليفي سعادة السفير فوق العادة والمفوض للجمهورية الفرنسية لدى روسيا الاتحادية، بحضور السيد يوهان أور، السكرتير الأول للسفارة الفرنسية بموسكو، والأستاذ إيلدارعلييف مدير إدارة العلاقات الدولية في الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية

     وفي مستهل اللقاء نقل الدكتورمحي الدين إلى سعادة السفير الفرنسي ومرافقيه أحر كلمات الترحيب نيابة عن سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، رئيس مجلس شورى المفتين لروسيا، مشيراً إلى تاريخ علاقات التعاون المثمر بين مسلمي روسيا الاتحادية والجانب الفرنسي المتمثل في شخص الهيئات الحكومية والمراكز الفكرية والمؤسسات الدينية الكبرى

     بعد ذلك تناول الطرفان مناقشة موقف رجال الدين الإسلامي في روسيا من الأحداث المأساوية الأخيرة التي شهدتها فرنسا، والمتعلقة بأعمال القتل الوحشية والاعتداءات على المواطنين "انتقاماً" لنشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، فضلاً عن تجربة الاتحاد الروسي في مجال التنشئة الاجتماعية وعملية اندماج السكان المسلمين في البلاد، بما في ذلك المسلمين القادمين إلى روسيا من دول أخرى

     وأكد الدكتور ضميرمحي الدينوف لسعادة السفيرعلى أن الدين الإسلامي يحرم سفك الدماء، وجميع رجال الدين الإسلامي في روسيا أدانو هذه الأعمال الإرهابية، ونحن كمؤسسة دينية أطلقنا نداءات من منابرالمساجد وعبرالصحافة والقنوات التلفزيونية نطلب فيها مراعاة الأنظمة والقوانين في البلاد، وضبط المشاعر، وعدم التعرض لأي شخصية كانت، مشدداً في الوقت نفسه على أن مسلمي روسيا مقتنعين تماماً بعدم قبول الإساءة لأي دين من الأديان أو أي نبي من الأنبياء تحت ذريعة حرية التعبير

     وتعليقاً على تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية، والتي أحدثت هذا الصدى الكبير في العالم، أشار الدكتور ضمير محي الدينوف إلى أنه من المناسب الحديث ليس عن إصلاح الإسلام، ولكن عن إصلاح الفكرالإسلامي، معرباً عن أمله في أن يتم حل فضيحة الرسوم الكاريكاتورية هذه وألا تظل حجرعثرة في المجتمع، مضيفاً:" نحن واثقون من أننا سنطوي هذه الصفحة ونواصل تعاوننا على جميع المستويات، ونبني علاقات تكون فيها حرية التعبيرمصانة، وتراعي أيضاً احترام المشاعر ".

     بدوره، أعرب سعادة السفير الفرنسي بيير ليفي عن امتنانه للفرصة التي أتيحت له لعقد هذا اللقاء وزيارة المسجد الرئيسي في البلاد، المسجد الجامع بموسكو. وقال سعادة السفير الفرنسي:"ما حدث في فرنسا كان بمثابة صدمة لنا، ونحن نعلم أن الإرهاب قد أصاب روسيا، ولقد تأثرنا كثيراً بكلمات الدعم والتعازي للشعب الفرنسي، ونحن ممتنون للمفتي الشيخ راوي عين الدين على هذه الكلمات".

     وأكد سعادة السفير الفرنسي اهتمامه بدراسة تاريخ الأمة الإسلامية في روسيا وتطورها الحديث، مشيراً إلى أن الجانب الفرنسي يدرس تطويرالعلاقات بين الدولة والإسلام في روسيا في المرحلة الحالية من وجهة نظر دراسة واستعارة هذه التجربة، مشيراً إلى أن للإسلام في روسيا تاريخ طويل يميزه عن الإسلام في فرنسا. وأن المهمة
الآن هي إعطاء مكانة جديرة للإسلام في بلادنا، لأن تاريخ الإسلام في دولتنا تاريخ طويل الأمد أيضاً. وكذلك نريد أيضاً إعداد وتدريب الأئمة في فرنسا
     وفيما يتعلق بالمشاعرالتي تسببت بتأجبجها الرسوم الكاريكاتورية في جميع أنحاء العالم، قال سعادة السفير الفرنسي إنه يتفهم تمامًا المشاعرالتي يمكن أن تسببها الرسوم الكاريكاتورية بين المؤمنين، ومع ذلك، وفقاً للقانون الفرنسي، فإن الدولة ملزمة بحماية الجانبين

     و رداً على ما تفضل به سعادة السفير الفرنسي بيير ليفي حول موضوع تأهيل وتدريب الأئمة، ذكّرالدكتور ضميرمحي الدينوف أنه قبل عدة سنوات ناشد سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طالباً دعم الدولة لنظام التـأهيل والتدريب لإعداد الكوادر اللازمة للمؤسسات الإسلامية في البلاد. وقامت الدولة بتخصيص مئات الأماكن في أفضل الجامعات في البلاد، و وجهت المجتمع الأكاديمي إلى مساعدة المؤسسات التعليمية الإسلامية. وقررت الدولة الإعتراف بالعلوم الإسلامية كفرع من فروع العلم، مما أتاح للأئمة فرصة لمتابعة تحصيلهم العلمي في الدراسات العليا والدفاع عن أطروحات الدكتوراه في جامعات البلاد. وتم نشر الآلاف من الكتب التعليمية. ويعمل خريجوهذا البرنامج الحكومي الآن في الإدارات الدينية للمسلمين في جميع أنحاء البلاد

     وفي نهاية اللقاء قدم الدكتور ضمير محي الدينوف إلى سعادة السفير الفرنسي في موسكو بيير ليفي مجموعة كتب من إصدارات دور النشر "المدينة" و"اقرأ". وأعرب الطرفان عن أملهما في بناء علاقات بناءة تخدم مصالح الدولتين