28.12.2020
28.12.2020
مذكرة تعاون:إحياء تقاليد التبادل الفكري ومرحلة جديدة في علاقات مسلمي مصر و روسيا

مذكرة تعاون:إحياء تقاليد التبادل الفكري ومرحلة جديدة في علاقات مسلمي مصر و روسيا وقع كل من سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، وصاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، رئيس المجلس الأعلى لدور وهيئات الإفتاء في العالم مذكرة تعاون بين الطرفين، بمشاركة السيد إيهاب نصر سعادة السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية مصرالعربية لدى روسيا الإتحادية، والسادة العلماء أعضاء مجلس العلماء في الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية والدكتور ابراهيم نجم مستشار مفتي جمهورية مصر العربية، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم

في بداية جلسة مراسم التوقيع، التي جرت عبرالأثير، باستخدام تفنية الإتصال المرئي "منصة زووم"، رحب سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين بالسادة المشاركين، مشدداً بشكل خاص على العلاقة الحية بين الأنشطة العلمية للسادة العلماء في مجال العلوم الإسلامية، والاحتياجات الفعلية والقضايا الملحة التي تنشأ في المجتمع ضمن صفوف المؤمنين، قائلاً : " من خلال عمل رجال الدين، هناك أسئلة تظهر بانتظام، وهي تتطلب توضيحاً وتفسيراً تفصيلياً. والواقع الحديث اليوم يسمح لنا بالتعرف على أعمال العلماء المسلمين الروس الذين قدموا مساهمات كبيرة وقيمة في تكوين الفكر الإسلامي في روسيا الحديثة وتطوره، ودراستها، كما تسمح الظروف الحالية أيضاً بالإطلاع على أعمال مشاهير علماء المسلمين الأجانب والمتخصصين في اصدار الفتاوى الشرعية، مشدداً على ضرورة الإستفادة من هذه الفرص واستغلالها لصالح وخدمة المجتمع"

بدوره أكد فضيلة الشيخ الأستاد الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، رئيس المجلس الأعلى لدور وهيئات الإفتاء في العالم على أننا نعيش في وقت تتعدد وتنوع فيه التحديات، وكان لزاماً على الجميع لمواجهة هذه التحديات تفعيل الجهد المشترك في جميع مناحي العمل الإسلامي الفقهي والثقافي والتعليمي والعلمي؛ بما يخدم المصالح والجهود المتعددة في الوقوف بوجه هذ التحديات المعاصرة المتمثلة في مواجهة فكر التطرف والإرهاب وإيلاء الأهمية الكاملة لقضايا تربية وتنشئة شباب الأمة الإسلامية على الوسطية والانضباط مع الانفتاح الحضاري الواعي بتحقيق مصالح الأفراد والأوطان. وأضاف فضيلته :"تأتي هذه الاتفاقية لتحقيق ذلك في إطار رسالة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم؛ تلك المظلة التي تجمع أكبر تكتل للمؤسسات والهيئات الإفتائية؛ وفي سياق استهداف الأمانة تبادل الخبرات العلمية والعملية والتنظيمية بين دور وهيئات الإفتاء الأعضاء وبناء شراكات علمية تدعم المنهج الوسطي في بلدان دور وهيئات الإفتاء باعتبارها خط الدفاع الأول عن مبادئ الإسلام الصحيح ونشر قيم الإفتاء الحضارية في العالم

وبحسب ما جاء في مقدمة مذكرة التعاون الموقعة اليوم، تم ابرام هذه الإتفاقية بناءً على الرغبة المشتركة في تعزيز التفاعل في المجالات الدينية والثقافية والتعليمية والعلمية" كما تتضمن التركيز بشكل خاص على توحيد الجهود لمواجهة التحديات الحديثة في مواجهة أفكار التطرف والإرهاب، وإيلاء الاهتمام الكافي لتعليم جيل الشباب من المسلمين
كما تنص المذكرة على تبادل الخبرات والتجارب، والإعداد المشترك للدراسات والموسوعات العلمية حول الفتاوى وإصدارها، وتطوير منهجية إصدار الفتاوى، وعقد المؤتمرات العلمية المشتركة، والمنتديات المتعلقة بالبحوث الدينية، ويبدأ العمل بموجب أحكام المذكرة من يوم توقيعها. وهذا ما تم ترجمته على أرض الواقع فوراً. فبعد الإنتها من مراسم حفل التوقيع على مذكرة التعاون هذه، بدأت أعمال الدورة التدريبية للسادة أعضاء مجلس العلماء التابع للإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية، والتي يتعاون الطرفان في تنظيمها والإشراف عليها، ويحاضر فيها السادة العلماء من دارالإفتاء المصرية، ومدتها يومان

بدوره أكد السيد إيهاب نصر سعادة سفير جمهورية مصر العربية في موسكو، أن توقيع مذكرة التعاون يجسد معاني الإخاء والتعاون والتعاضد بين أبناء الأمة الإسلامية إينما كانوا، وعالمية الرسالة الإسلامية بين أبناء تلك الأمة، التي كانت خير أمة أُخرجت للناس، مؤكداً سعادته على أن هذا التعاون بين دار الإفتاء المصرية، بما تُجسده من تاريخ طويل في نشر معاني الوسطية والاعتدال بين المؤمنين بالرسالة المحمدية في كافة أصقاع الأرض، وبين الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، لهو في رأيي خطوة هامة وأساسية في سبيل مواجهة الفكر المتطرف الشاذ، الغريب عن تعاليم الإسلام السمحة، التي طالما واجهتها هاتين المؤسستين العريقتين بكل صبر وعزم وحسم
من جانبه أشار الدكتور روشان عباسوف نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية للعلاقات الدولية الذي أدار هذه الجلسة إلى أن توقيع مذكرة التعاون اليوم يُؤَسّس لِمَرْحَلَة جديدة من العلاقات الأخوية الثنائية والتعاون المشترك بين الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ودار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والتي ينشد الطرفان من خلالها تكثيف الجهود المشتركة من أجل نَشْرِ قِيَمِ التسامح والرحمة والأخوة الإنسانية بين ممثلي مختلف الاديان والأعراق والثقافات ونَبْذ كل أفكار التطرف والعنف والكراهية والإرهاب